عقد آلؤلؤ
مُنذ وفاته وهي تنظُم عِقد اللؤلؤ ، في كل سنة في اليوم التاسع من تشرين ، تُضيف لؤلؤة إلى العِقد المُنتظر حتى أكملت عشر سنين .
انتظم العِقد !
لا شيء أكثر جمالاً و أناقة من فُستانٍ حالك السواد ، يعلوه عقدُ لؤلؤ يحمل بين أجزاءه عشرُ سنين من الانتظار !
عشرُ سنين من الحُزن !
عشرُ سنين من العتمَة !
تأنقت ، بدت فاخِرة بالحُزن الذي ترتديه ...
كانت آخر الحاضرين ..
فتنت الرجال ، حتى غارت النساءُ منها ~
لم تكُن تعني الفِتنة ، لكنها كانت تمشي على خجل ، تجُر الأنوثة في خطواتها ~
إمرأه مثلها ، كفيلة بأن توقع عشرات الرجال ضحايا لها ...
اقتربت منها جارتُها السبعينية : ألا زلتي في حِداد ؟! ترتدين الأسود تكتحلين به أيضاً ؟ بإستثناء أحمر فاتن يغطي شفتاك و لؤلؤ يكسرُ السواد ! بألمُناسبة ياإبنتي عقدك في غاية الجمال ..
أزهرت حينها ~
بلا مُنازع ، كانت أجملَهن ..
انتهت تلك الليلة ، عادت لمنزلها تُجر في خواتها سنيناً من الحُب وأُخرى مِن الحُزن ..
كانت تتلمسُ في زوايا المنزل رائحته ، صدى صوتَه ، كانت تشعُر فيما لا يُشعر به ~
ارتفع صوتُ سيمفونية بيتهوفن الخامِسة من أقصى الغُرفة
"لطالما كانت المفضلة لديه"
إستعادة حدادها ذلك اليوم ، ونامت على أريكته التي لم تُفكر يوماً مُنذ عشر سنين بالتخلص منها ~
بعد مضيّ ما يُقارب الشهر ~
باغتتها إحدى النساء بسؤالٍ عن ذلك العِقد اللؤلؤي !
صمت الجميع في إنتظار أجابة لذلك السؤال ...
تزاحمتِ الدموع حينها في محاجرها ، وأبتسمت إبتسامة كان يقول كلما فعلتها
" هذة مجاملة مرئية ، تفتنينَني بها ياامرأة "
أردفت في خجلٍ حزين : قبل إثنى عشرة سنة قال لي في يومٍ بارد ، حين أموت أجمعي اللؤلؤ في كل ذكرى لموتي ، وإصنعي عِقداً ، ستغارُ منه نساءُ الحي ، لؤلؤة أُحبُكِ بها و أُخرى أزيدُكِ فيها حُبا ، و الثالثة صغيرة كحُزني منك ، والرابعَة ..... " إلى أن أتمّ العاشرة فقال : لتكُن أوسطهُن . حينما سألته لماذا ، اقترب مني وهمس : مريضٌ بِك ، فهل لي منكِ شفاء ؟
صمتن النِساء في غيرة وحُزن في الوقتِ ذاته !
غيرِةٌ من عشقه لها ، وَحُزن على فقيدِها ..
قال ياسر حارب في كتابة ' بيكاسو وستاربكس ' :
"لكي تتغلب على الألم عليك أن تختار ذكرياتك ولآ تجعلها تختارك ، فذكرياتنا تصنع آلامنا و أفراحنا ، لانستطيع التغلب على الذكريات ، لكننا نستطيع التغلب على الالآم "
#آيمان_مشاري.
اضافة تعليق